عاد ليفربول الانكليزي من ارض فياريال الاسباني بفوز مثير وثمين في دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، اهداه الوصول الى المباراة النهائية. والحق يقال ان فياريال كاد ان يفجر مفاجأة جديدة بعد المفاجآت التي سجلها في الادوار السابقة حيث اقصى يوفنتوس بايرن ميونيخ، ولكن ليفربول استغل جيداً الاوضاع على ارض الملعب وقلب تأخره بهدفين نظيفين الى فوز بثلاثية.
غيّر مدرب فياريال اوناي ايمري طريقة لعبه كلياً عن مباراة الذهاب التي خسرها بنتيجة 2-صفر، فاعتمد اسلوب 4-4-2 وراهن على ممارسة الضغط عالي، مطالباً لاعبيه بالعمل على احراز هدف مبكر يقوّي عزيمتهم ويستغل عاملي الارض والجمهور لزيادة العزيمة والاصرار، وهذا ما حصل بالفعل بعد تقدم الفريق الاسباني بهدف منذ الدقيقة 3. في المقابل، كان مدرب الليفر يورغان كلوب على علم تام بصعوبة المهمة ، وقرر الابقاء على خطته السابقة 4-3-3 التي نجحت بشكل كبير، علها تنفعه هذه المرة ايضاَ، غير ان النفس الهجومي الذي اتبعه ايمري وتعليماته الواضحة للاعبيه بممارسة الضغط العالي على كامل الملعب اثبتت جدواها، فكان لاعبو فياريال ينتشرون في كل ارجاء الملعب ويجبرون لاعبي ليفربول على ارتكاب الاخطاء، لان الخطورة لم تكن من جهة واحدة، بل من الاطراف والاجنحة والعمق. واستمر الضياع من ناحية ليفربول الى ان اشعل كوكلين المدرجات وصعق الفريق الانكليزي بهدف ثان قبيل انتهاء الشوط الاول ليعيد الامور الى نقطة الصفر، ويبصم نجاح خطة ايمري.
الشوط الثاني قلب المقاييس
احس كلوب بسخونة الموقف، ولكنه عرف ايضاً انه لا يمكن للاعبي فياريال البقاء على هذا القدر من النشاط واللياقة البدنية العالية، فدخل الشوط الثاني بتعليمات الى لاعبيه بوجوب التحرك بحرية في ارجاء الملعب واستغلال الفرص من قبل اي لاعب وفي اي مركز كان حتى لو لم يلتزم بمركزه. وهذا ما حصل، حيث كان ليفربول في الشوط الثاني اكثر فاعلية ونشاطاً، خصوصاً مع دخول اللاعب الخطير لويس دياز بدلاً من دييغو جوتا مع بداية هذا الشوط حيث شكّل خطورة واضحة على مرمى الاسبان.
واتت بداية الفرج الانكليزي عند الدقيقة 62 بواسطة فابينيو ليقلص النتيجة ويعطي الافضلية لليفر، والاهم انه احبط عزيمة لاعبي فياريال، فيما لم ينجح حارسهم الارجنتيني رولي في الذود عن مرماه كما يجب وتلقى هدفاً ثانياً بعد خمس دقائق بتوقيع دياز وبتقصير فادح من المدافعين. استشعر ايمري بخطورة ما يحدث، فاستعان بشوكويزي بدلاً من مورينو وببيدرازا بدلاً من كوكلين لاعطاء نفحة جديدة، لكن رهانه على اللياقة البدنية كان خاسراً، كما ان الحارس لم يكن في قمة ادائه، فتلقى هدفاً اثالثاً في الدقيقة 79 بواسطة سادو ماني مستغلاً الخروج غير الموفق للحارس الى منتصف الملعب.
انقلبت الامور رأساً على عقب، وسيطر رجال كلوب على المباراة، فلعب ايمري اوراقه الاخيرة بعد ان ادرك ان المباراة انتهت فعلياً (نتيجة الذهاب والاياب 5-2 لصالح ليفربول)، فدفع بكل من: اورييه وتريغيروس والكاسر بدلاً من البيول واستوبيان وديا قبل حوالى العشر دقائق من النهاية، فيما رد كلوب باشراك هندرسون وتسيميكاس وميلنر بدلاً من كيتا وروبرتسون وفابينيو. وزادت الامور تعقيداً على فياريال مع طرد كابوي في الدقيقة 85 ليستسلم الفريق الاسباني لمصيره المشؤوم ويضيع فرصة العمر.